icon

البروفيسورة سامية خوري

العلوم والتكنولوجيا الحيوية والطب

مولود :

1958

الجنسیة:

لبنان

الأعمال:

أساليب جديدة في علاج مرض التصلب العصبي المتعدد (ms): تحديد العوامل المسببة للمرض وآليات تنظيمه وتحمله

السيرة الذاتية‌

خطوات نحو غد أفضل
تحكي حياة كل شخص قصة من التحديات والانتصارات، بل وأحيانا جانبا من الإخفاقات، التي يمنحنا الاستماع إليها عالما من التجارب. وفي هذا السياق، تُعد سامية خوري من الشخصيات العلمية التي، وسط مفترق طرق قراراتها، اختارت مسارا لم يؤثر فقط في مستقبلها، بل غيّر أيضا حياة الآخرين. لقد نقلت خوري ببراعة نتائج تجاربها إلى الميادين الإنسانية، وقدّمت من خلال فرضياتها نتائج واعدة لعلاج مرض التصلب المتعدد (MS) وتمثل حياتها نموذجا لتأثير المعرفة والالتزام في حل القضايا الطبية والاجتماعية.

مفترق طرق مصيري
في عام 1975، عندما كانت سامية في الخامسة عشرة من عمرها، اندلعت الحرب الأهلية في وطنها لبنان؛ نار أحرقت الاستقرار وأغرقت بريق المستقبل في ظلام دامس. توقفت المدارس، وانتشرت الدماء والدموع، وأُصيب والدها إصابة خطيرة، ووسط هذا كله كانت هناك بيئة تُهيّئ أي مراهق للوقوع في فخ اليأس والانهيار. لكن سامية خوري لم تتخلَّ عن حلم طفولتها. حلم أن تصبح طبيبة، ذلك الحلم الذي راودها منذ أن كانت في الثالثة من عمرها، حين كانت تتخيل نفسها مرتدية المعطف الأبيض. لم تثنها الأحداث المتتالية عن النمو، بل زادتها عزيمة، خصوصا بعد أن رأت ضحايا القصف، وتكوّنت في ذهنها صورة لمُنقذ، أرادت أن تجسّدها بنفسها.
نور في الظلام
رغم أن إغلاق المدارس لعام كامل عطّل فرصة التعليم، كانت خوري بدعم من والديها قدوة لأختيها الصغيرتان وأخيها، وبحثت عن طريق لنموها الذاتي وسط فوضى الحرب. فتحت عينيها المتعطشتين للمعرفة على الكتب والمواد الدراسية، والتجأت إلى عالم العلم والمعرفة. لم ترَ خوري أي عائق كحد لتقدمها، بل واصلت الدراسة حتى في غياب الكهرباء، مستخدمة ضوء الشموع لقراءة مواد العام الدراسي المقبل. كانت كل صفحة تقرأها خطوة تقترب بها من هدفها، حتى أصبحت في نهاية المطاف الأولى في امتحانات القبول الجامعي في لبنان.
التحقت بالجامعة الأمريكية في بيروت لدراسة الطب العام، ومنها انطلقت نحو جامعة هارفارد. وفي عام 1983، أصبحت عضوة في الجمعية الطبية الشرفية  Alpha Omega Alpha، وبعد حصولها على شهادتها عام 1984، بدأت دراستها التخصصية في مرض التصلب المتعدد MS في جامعة هارفارد. ثم تابعت فترة التدريب والاختصاص حتى عام 1988 في مدينة كليفلاند بولاية أوهايو، وأكملت بعدها الزمالة في علم الأعصاب في كلية الطب بجامعة هارفارد.

رفيق الدرب
في عام 1980، وفي الأجواء التنافسية للجامعة الأمريكية في بيروت، التقت بمحمد صائغ، وكان كلاهما يدرس الطب. ما جمع بينهما كان الشغف بالعلم والتعلم، الذي كان يتّقد في جوهرهما. عملا سويا على مشاريع وأفكار بحثية، مما عمق علاقتهما العاطفية والمهنية.
وفي الوقت الذي كانت خوري تتخصص في علم المناعة العصبية تحت إشراف الدكتور هاوارد واينر في جامعة هارفارد، بدأت أبحاثها وتدريباتها السريرية في مرض التصلب المتعدد MS . لم يكن لهذا المرض أي علاج آنذاك، وهذا ما دفعها للتعمق فيه أكثر. في عام 2011، وفي ذروة إنجازاتهما العلمية والمهنية، عادت خوري وزوجها إلى لبنان لتطبيق حصيلة سنوات البحث والدراسة في هارفارد في بلدهم الأم. كانت خوري منذ البداية مصممة على العودة إلى بيروت بعد إنهاء دراستها، لتكون في خدمة شعبها، بدعم من زوجها الذي ضاعف من حماستها.
وفي عام 2021، حصل محمد صائغ على جائزة المصطفى(ص) بفضل إنجازاته في العلاجات الحديثة لتحسين نتائج زراعة الكلى والقلب، وهو ما مهّد الطريق لتعريف سامية خوري بهذه الجائزة وانضمامها لاحقا إلى المجتمع العلمي المرتبط بهذه الجائزة.
الجوائز والإنجازات
كان إيمان سامية خوري بالصلة بين الأذى الجسدي والنفسي سببا وراء تأسيسها لمركز متعدد التخصصات لعلاج مرض التصلب المتعدد MS في لبنان. في هذا المركز، يُعتمد نهج علاجي شمولي، حيث لا يتم التركيز فقط على الجانب الجسدي، بل يتم الاعتناء بالحالة النفسية للمريض أيضا.
وقد مكّنتها هذه الرؤية الحديثة وجهودها في تحديد مسببات المرض وآليات تحمّله وتنظيمه، من نيل جائزة المصطفى(ص) للعلوم والتكنولوجيا لعام 2023. من بين الجوائز الأخرى التي حصلت عليها، جائزة العلوم الكويتية عام 2007 من مؤسسة الكويت للتقدم العلمي لأبحاثها في علم المناعة، وجائزة الملك سلمان عام 2022 لأبحاثها في مجالي الإعاقة والعجز.
تقلّدت مناصب عديدة، منها أستاذة في علم الأعصاب والمناعة، ومديرة مركز MS             " Nehme and Therese Tohme"،                                                           ومديرة  " Abu-Haidar Neuroscience Institute "في الجامعة الأمريكية في بيروت. كما شغلت مناصب أكاديمية أخرى، منها نائبة عميد كلية الطب لشؤون الأبحاث السريرية والتطبيقية، ومديرة مركز أبحاث التصلب المتعدد MS في بوسطن.
نُشرت لها مقالات عديدة في مجلات علمية مرموقة، وكانت بين عامي 2000 و2004 من كتّاب  Journal of Immunology، ومن 2016 حتى 2021 كانت من كتّاب مجلة Annals of Neurology.
معنى الثروة
انطلاقا من حرصها على مساعدة أبناء وطنها، سعت سامية خوري بجدية لتحسين حياة الناس في لبنان. ومن خلال التزامها بصحة المرضى ذوي الدخل المحدود، بذلت جهودا كبيرة لجمع التبرعات لتأمين تكاليف علاجهم، بهدف تمكين كل مريض يعاني من التصلب المتعدد MS من الحصول على الرعاية اللازمة في مركزها MS ، بغض النظر عن وضعه المالي.
أبناء الرداء الأبيض
في عالم العلم، لتأثير الأساتذة في الأجيال القادمة أهمية كبيرة. بين عامي 2009 و2013، عملت خوري كأستاذة أعصاب ضمن  Jack ، Sadie  و David Breakstone  في كلية الطب بجامعة هارفارد. ومن خلال إرشاداتها، ألهمت الكثيرين للانخراط في عالم علم الأعصاب، وساهمت بشكل ملحوظ في رسم ملامح المستقبل الطبي.
وبفضل البيئة العلمية في منزلها، أصبح ولداها طبيبين ناجحين ومجتهدين. لقد ساهمت خوري، من خلال مشاركتها في جمعيات علمية مرموقة وتقديمها لنتائج أبحاثها حول مرض التصلب المتعدد MS ، في توسيع حدود المعرفة العلمية، وجذبت عددا كبيرا من الباحثين لهذا المجال، وأسهمت في نشأة أجيال جديدة من العلماء في هذا التخصص. فهي، إلى جانب كونها باحثة تحمل بشائر التقدم في الطب، تقوم أيضا بسقي شجرة العلم من خلال تدريب الباحثين، حتى تؤتي هذه الشجرة أكلها في المستقبل.

تذكرنا قصة سامية خوري بأن الجهود الفردية قد تُحدث تأثيرات عظيمة على المستويين الشخصي والاجتماعي. لقد سعت خوري، من خلال تركيزها على التحديات الطبية، لإيجاد حلول تُحسّن من حياة المرضى. جهودها لم تؤثر فقط في المجال العلمي، بل أنارت قلوب المرضى وعائلاتهم بالأمل، ورسمت صورة أكثر إشراقا لمستقبل البشرية.
 

التعريف بالأعمال

مكافحة التصلب المتعدد 
نظرة على جهود سامية خوري في علاج مرضى التصلب المتعدد  MS
مرض التصلب المتعدد Multiple Sclerosis ، أو اختصارا  MS، هو من الأمراض التي تتحدى كل تصوراتنا حول كيفية عمل الجهاز الجسماني، ويروي قصة حرب داخلية. الفوضى تنتشر في عالم الجهاز العصبي المركزي، حيث تتعاون كل الخلايا، من خلايا T النشطة إلى خلايا B وحتى الجهاز المناعي الفطري، لتدمير الجسم. يُعتبر الميالين - وهو الغلاف العازل للأعصاب - عن طريق الخطأ عدوا ويتم تدميره واحدا تلو الآخر. في هذه الأثناء، يؤثر الالتهاب على وظيفة الخلايا الجذعية العصبية، مما يمنع تجديد الخلايا العصبية وخلايا الدماغ. مع مرور الوقت تظهر المشاكل؛ التصلب المتعدد MS يؤدي إلى أضرار في الرؤية، وتنميل ووخز في الجسم، وفقدان التوازن أو الدوار، وفي أسوأ الحالات يؤدي إلى الوفاة المبكرة. ولكن وسط هذه الحرب، يلمع نور الأمل بفضل الباحثين مثل سامية خوري1.
منذ التعرف على التصلب المتعدد MS لأول مرة، سلكت طرق العلاج مسارات مختلفة؛ من الأدوية القديمة مثل ريتوكسيماب Rituximab مرورا بجلاتيرامر أسيتات  Glatiramer acetate، فينجوليمود Fingolimod وأوكريليزوماب  Ocrelizumab؛ إلا أن لا أي منها تمكن من الوصول إلى نقطة ضعف هذا المرض ولم يحقق علاجا نهائيا. الآن، قامت سامية خوري بتأسيس مركز متعدد التخصصات للتصلب المتعدد MS في لبنان. يضم هذا المركز فريقا من المتخصصين، من ممرضين وصيادلة إلى أخصائيين اجتماعيين، جميعهم يعملون على تقديم رعاية شاملة للمرضى. ويتم مراقبة مسار التصلب المتعدد MS لدى ألفي مريض في المركز، مع تقديم علاج للاكتئاب، جلسات علاج طبيعي، وكل الإجراءات الضرورية للشفاء، مع مراعاة جميع الجوانب. هذا النهج الجديد في العلاج، وجهود خوري في التعرف على عوامل المرض وآليات تنظيمه وتحمله، أدى إلى حصولها على جائزة المصطفى(ص) لعام 2023.
بالرغم من تنوع أعراض التصلب المتعدد MS بين الأفراد، يُصنف المرض عادة إلى ثلاث فئات: الانتكاسي – المتراجع2، الأولي التقدمي3، والثانوي التقدمي4. لكن لا يوجد اختبار محدد يظهر المرض بوضوح. بشكل عام، مجموعة من الأعراض السريرية والفحوصات مثل فحص السائل النخاعي والتصوير بالرنين المغناطيسي5(MRI)  يمكن أن تشير إلى احتمال الإصابة. تُجرى العديد من الأبحاث لتحسين التنبؤ والتشخيص. دراسة فريق خوري على الفئة الانتكاسية - المتراجعة تبشر بمستقبل أكثر وضوحا. هذه الفئة تشهد دورات من ظهور الأعراض ثم تحسنها، ولكن بعد فترة، يتحول بعض المرضى إلى الفئة الثانوية التقدمية مع تدهور تدريجي للأعراض. أظهرت الدراسة أن ترقق طبقة الشبكية في العين يمكن أن يكون علامة على تقدم المرض في النوع الانتكاسي - المتراجع. يتم فحص هذه الطبقة بواسطة تقنية تصوير تُسمى التصوير المقطعي بالتماسك البصري  6(OCT)، ومن المثير أن هذه التغيرات يمكن ملاحظتها والتنبؤ بها قبل ظهور الأعراض السريرية بحوالي عامين.
مثلما يحتاج حل اللغز إلى البحث عن أدلة، فإن استخدام نموذج7 EAE هو طريقة أساسية للإجابة على أسئلة الباحثين في التصلب المتعدد MS ، هذا النموذج هو مرض تم تحفيزه تجريبيا في الحيوانات ليشبه التصلب المتعدد MS ، من خلاله، يستطيع العلماء دراسة النشاطات الالتهابية والمناعية في الجسم وفهم أسباب وطرق علاج المرض بشكل أفضل. سامية خوري استخدمت هذا النموذج لتحليل أدق للعوامل المؤثرة على المرض، خصوصا العوامل البيئية. قامت بمحاكاة أحداث مختلفة وتوقع تأثير التغيرات البيئية، مما أحدث ثورة في فهم العلاقة بين البيئة والصحة.

الميل الوراثي لا يفسر سوى جزءا من زيادة الخطر
لا تزال العوامل المسببة للتصلب المتعدد MS غير معروفة تماما، لكن الأبحاث تشير إلى أنها نتيجة تفاعل معقد بين عوامل وراثية وبيئية متعددة. رغم أن الجينات تلعب دورا رئيسيا في كثير من الأمراض، إلا أن الدراسات لم تستطع حتى الآن توضيح الوراثة الكاملة لمرض MS ، دراسات على الحمض النووي DNA لمرضى التصلب المتعدد MS أظهرت وجود أكثر من 200 متغير جيني مرتبط بالمرض ويمكن أن يزيد من احتمالية الإصابة، لكن هذه المتغيرات وحدها لا تسبب المرض. لذلك، حتى إذا كان لدى الشخص هذه المتغيرات الجينية، فإن العيش في بيئة صحية يقلل من خطر الإصابة. هذه العلاقة بين الجينات والبيئة تبقى موضوعا للنقاش والبحث بهدف فهم أفضل للمرض ووضع استراتيجيات وقائية.
هنا سنتناول مجموعة من العوامل البيئية المؤثرة على مرض MS  حسب أبحاث خوري:
نقص فيتامين   D
اسم فيتامين D غالبا ما يرتبط بالكالسيوم والعظام، لكنه ليس دوره محصورا في امتصاص الكالسيوم وتقوية العظام فقط. بحث سامية خوري عن تأثير فيتامين D على التصلب المتعدد MS  يشكل خطوة مهمة لفهم العلاقة بين التغذية وصحة الجهاز العصبي. بما أن هذا الفيتامين يؤثر على تنظيم الاستجابات المناعية، فإنه يعمل كحاجز ضد الالتهابات والأضرار العصبية في المرض. كما يؤثر فيتامين D على تكاثر وتمايز الخلايا الجذعية العصبية، مما يزيد من إنتاج خلايا "أوليغوديندروسيت" التي تشكل الميالين. أظهرت التجارب أن المرضى الذين يعانون من نقص فيتامين D سجلوا درجات أقل في اختبار8 SDMT، وهو اختبار يقيّم سرعة معالجة الدماغ للمعلومات. أيضا، أظهرت فحوصات الرنين المغناطيسي MRI أن المرضى الذين لديهم مستويات كافية من فيتامين D شهدوا تغييرات ملحوظة في حجم أدمغتهم، خاصة في المخيخ. تشير خوري إلى أن توفير فيتامين D من خلال التعرض لأشعة الشمس أو المكملات، خصوصا في دول الشرق الأوسط مثل لبنان حيث يعاني الناس من نقص هذا الفيتامين، يمكن أن يساعد في تحسين أعراض المرض. لكنها تحذر من الاستخدام العشوائي، لأن فيتامين D يذوب في الدهون وزيادته قد تسبب مشاكل صحية خطيرة، لذا يجب استشار الطبيب قبل تناوله.

التدخين يُشعل نار التصلب المتعدد  MS
التدخين قد يكون إنذارا خطرا للتصلب المتعدد MS ، المدخنون يعانون من وضع أسوأ مقارنة بمن لم يدخنوا أبدا، ويتقدم المرض عندهم بسرعة أكبر. بالإضافة إلى ذلك، يتقلص نسيج الدماغ لديهم بسرعة أكبر، وتتدهور وظائفهم العصبية تدريجيا. التدخين لا يؤثر فقط على شدة المرض، بل يسرّع أيضا من تقدمه ويزيد من مضاعفاته، لذا فإن الإقلاع عن التدخين يُعتبر خطوة مهمة لتحسين صحة هؤلاء المرضى.

من خط الاستواء إلى القطب
أبحاث خوري على 50 ألف مريض أظهرت أن عوامل جغرافية مثل المناخ، التعرض لأشعة الشمس، وحتى العادات الثقافية، يمكن أن تساهم في ظهور التصلب المتعدد (MS) الثانوي التقدمي. الأشخاص الذين يعيشون في المناطق الشمالية الباردة معرضون أكثر للإصابة بمرض MS بسبب نقص الضوء وفيتامين  D، بينما الذين يقيمون بالقرب من خط الاستواء أقل عرضة للإصابة بهذا المرض. فهم هذه الحقيقة يساعد المجتمع على اتخاذ تدابير وقائية أفضل في الحياة اليومية.

نظرة مجهرية
بحوث سامية خوري حول تأثير فيروس إبشتاين-بار (EBV)9 أظهرت أن الفيروسات قد تلعب دورا في التصلب المتعدد MS ، في إحدى الدراسات، تم مقارنة 249 مريضا بالتصلب المتعدد MS  مع 230 شخصا سليما، وكانت النتائج تُظهر ارتفاع مستويات الأجسام المضادة المرتبطة بـ EBV لدى المرضى. هذه الفحوصات تدعم الفرضية التي تقول إن خلايا B المصابة بالفيروس قد تؤثر سلبا على خلايا الجهاز المناعي عبر جزيئات تُدعى الإكسوزومات. مع ذلك، يجب التأكيد أن الفيروس ليس السبب المباشر للمرض، بل يزيد من احتمالية الإصابة فقط.

من البحث إلى العلاج
السيتوكينات10 هي بروتينات مهمة تنظم الاستجابة المناعية، وأي خلل في وظائفها قد يؤدي إلى أمراض مناعية ذاتية مثل التصلب المتعدد MS ، لذلك، فإن تحقيق توازن في مستويات هذه البروتينات قد يساعد في منع تقدم المرض. خوري تعمل على دراسة سيتوكينات مثل TGF-β  لتحسين حالة المرضى. كما أدت أبحاثها إلى دراسات سريرية باستخدام مستضدات تؤخذ عن طريق الفم. من النتائج الملفتة كانت نجاح تحقيق التحمل الفموي، حيث إذا تم تقديم مستضدات معينة عن طريق الفم، هذه المستضدات يمكنها في النهاية تقليل ردود الفعل المناعية الخاطئة التي تسبب الأمراض المناعية الذاتية، مما يجعل الجهاز المناعي يتعرف عليها كجزء من الجسم ولا يهاجمها، وبالتالي هذه العملية من خلال ايجاد ردود الفعل المناعية المطلوبة في الجسم تقلل أعراض التصلب المتعدد MS و EAE 
في الختام، هذه الأبحاث لها أثر مهم على المجتمع العلمي وعامة الناس، حيث تزيد من الوعي وتدعم جهود مكافحة المرض. سامية خوري، بخبرتها الكبيرة، أصبحت رمزا للأمل والدافع لدى المرضى، وتقف بجانبهم بإخلاص. جهودها أثبتت أن الأمل يمكن أن يكون منارة تنير الظلام في أصعب اللحظات.