منح جائزة المصطفى(ص) للعلوم والتكنولوجيا في دورتها السادسة لثلاثة علماء

كرمت مؤسسة المصطفى(ص) للعلوم والتكنولوجيا العلماء الفائزين بجائزة المصطفى(ص) يوم الاثنين 8 أيلول/سبتمبر في حفل أقيم في قاعة الوحدة بطهران، بحضور العديد من الشخصيات العلمية البارزة والعلماء والباحثين من بلدان العالم الإسلامي.
وبحسب تقرير اللجنة الإعلامية في مؤسسة المصطفى(ص) للعلوم والتكنولوجيا، أقامت مؤسسة المصطفى(ص) للعلوم والتكنولوجيا بالتزامن مع مناسبة ولادة النبي الأكرم محمد(ص)، حفل توزيع جائزة المصطفى(ص) اليوم حيث قامت بتكريم ثلاثة من الفائزين بها من العالم الإسلامي، وتسليمهم جائزة نقدية قدرها ما يعادل 500 ألف دولار لكل فائز بالإضافة إلى وسام المصطفى(ص) ودرع تقديري.
ونال هذه الجائزة لهذا العام كل من:
1- البروفيسور التركي مهمت تونر، في مجال العلوم والتكنولوجيا الحيوية والطبية، وتم اختياره لإنجازه المتعلق بتطوير أدوات نانوية وميكروفلويديك ذات تطبيقات سريرية، تتمثل في فصل الخلايا النادرة. فقد صمم شريحة بحجم الميكرو والنانو تتيح التعرف على الخلايا الحاملة للأورام المتداولة في الجسم.
2- البروفيسور الإيراني وهاب ميرركني، في مجال تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات، وتم اختياره في هذه الدورة بفضل إنجازه في تطوير خوارزمية الرسوم البيانية واسعة النطاق والتجزئة الحساسة للموقع بناءً على توزيعات p المستقرة.
3- البروفيسور الهندي محمد خواجه نذير الدين، في مجال العلوم الأساسية والهندسية، تم اختياره بفضل إنجازه في مجال الخلايا الشمسية البيرفسكايت، لإنتاج جيل جديد من الخلايا الشمسية وتجاوز المشاكل التقنية للخلايا الشمسية السابقة.
وخلال مراسم توزيع الجوائز، أوضح المدير التنفيذي لمؤسسة المصطفى(ص) للعلوم والتكنولوجيا صفاري نيا، أنه "في الدورات الخمسة السابقة تم منح جائزة المصطفى(ص) لـ 19 عالما، كان لهم تأثير ملموس في حياة البشر عبر التقنيات الطبية والتكنولوجية في تحديد الأمراض والسرطان وتقنيات علاجها الجديدة وفي الطاقة والبيئة والهندسة والمساعدة على تسهيل حياة الناس".
وأضاف أنه لأول وعلى هامش مراسم أسبوع جائزة المصطفى(ص) في دورتها السادسة تم منح ميدالية العلماء الشاب في العالم لإسلامي، موضحا أن هذه الميدالة ستمنح كل عامين للعلماء الذين تقل أعمارهم عن أربعين عاما.
واشار الى ان تقييم الطلبات المرسلة من قبل العلماء للمشاركة في الجائزة تعتمد النظرة الاستراتيجية لمؤسسة المصطفى(ص) والتي تتضمن المعلومات والمعطيات الطبية الجديدة والنانو والكوانتومي وغيرها من التقنيات الحديثة.
بدوره أشاد رئيس اللجنة العلمية في جائزة المصطفى(ص) علي أكبر صالحي بعلماء العالم الإسلامي على جهودهم لرفع مكانة المجتمعات الإسلامية وتطويرها وتحسين أوضاعها، مشددا على الدور الذي تؤديه جائزة المصطفى(ص) في اكتشاف هؤلاء العلماء وتكريمهم.
واضاف أن كلام الإمام علي(ع) خير من يوضح مكان العلم: "العلم سلطان، من وجده صال به ومن لم يجده صيل عليه".
كما عبر عن تقديره لجهود العلماء المسلمين والإسلام، مؤكدا على تركيز الإسلام على العلم الذي يعتبره ركن وأساس التقدم، بل ونور للحياة وطريق للوصول إلى الحقيقة أيضا، وأضاف أن العلماء هم حملة هذا المشعل ومن يقومون بنشر العلم وهم من يرفعون مكانة المجتمع.
كما ألقى العلماء الفائزين بجائزة المصطفى(ص) في دورتها السادسة كلمة في هذه المناسبة، حيث أشاد البروفيسور الهندي محمد خواجه نذير الدين بالجهود التي تبذلها مؤسسة المصطفى(ص) لرفع المستوى العلمي في العالم الإسلامي، معبرا عن فخره الكبير لنيله جائزة المصطفى(ص) ، التي تحمل اسم النبي الأكرم(ص) .
وتحدث نذير الدين عن أهيمة عمله وانجازه الذي يتمثل في معالجة إحدى المشكلات الكبرى في القرن الحادي والعشرين، من خلال الاستفادة من مصادر الطاقة المتجددة النظيفة، مشددا على أهمية العمل على توفير هذه الطاقة المتجددة، ودعا العلماء الشباب والطلاب خاصة في العالم الإسلامي الى أن يكونوا فضولين ومصممين ومجتهدين.
بدوره توجه البروفيسور التركي مهمت تونرعن بالشكر لمؤسسة المصطفى(ص) التي منحته جائزة المصطفى(ص) ، كما تحدث عن عمله الذي يساهم في إنقاذ حياة 10 ملايين شخص سنويا، من الذين يفقدون أرواحهم بسبب السرطان، وذلك من من خلال تطوير شرائح ميكروفلويديك لاكتشاف وتحليل الخلايا النادرة، وهي تقنية تُستخدم الآن في مجالات متنوعة مثل صحة الدماغ، وتجديد الأنسجة، والتطبيقات العصبية الوعائية، مؤكدا استخدام هذه التقنية أيضا في علاج سرطان البروستات والثدي.
كما شارك تونر ذكرياته من الأيام الأولى في رحلته الأكاديمية حين كان طالبا في مرحلة البكالوريوس في جامعة إسطنبول التقنية. وقال: "شجعني أستاذان في ذلك الوقت على طرح الأسئلة الصحيحة في العلم، من خلال تعليمي أن العلم ليس مجرد مشاكل فقط، بل إن طرح الأسئلة الصحيحة له نفس القدر من الأهمية."
من جانبه أوضح البروفيسور الإيراني وهاب ميرركني وهو الفائز الثالث والأخير بجائزة المصطفى(ص) لعام 2025 أن يعمل على تقنية الكوانتمي لحل الخوازميات والمسائل الرياضية المعقدة، قائلا "في مسيرتي العلمية على مر السنين، أوليت أهمية كبيرة لمشاركة عملي العلمي مع المجتمع العلمي. كما أن ما تعلمته في الولايات المتحدة خلال العقد الماضي هو أن التنوع في فريق البحث هو الأهم".
وأضاف: "أنصح الطلاب بأن يحافظوا على الأمل ويجتهدوا في مواجهة التحديات، لأن هذا هو ما فعلته أنا كمهاجر يدرس في بلد آخر." وتمنى أن يكون عمله علما نافعا يفيد البشرية جمعاء.
وعلى خطى زملائه الفائزين بجائزة المصطفى(ص) ، العالمين أويغور شاهين وأميد فرخ زاد، أهدى ميرركني جائزته النقدية إلى ميدالية العلماء الشباب، وهي المبادرة الجديدة التي أطلقتها مؤسسة المصطفى(ص) للعلوم والتكنولوجيا، للاحتفال بالعلماء تحت سن الأربعين من الدول الإسلامية.
وفي كلمته التي ألقاها شكر ميرركني والدَيه الحاضرين بين الجمهور، وأشار الى أن والده علمه الرياضيات ووالدته علمته اتباع طريق النبي محمد(ص) .
كما تخلل المراسم كلمة لرئيس لجنة التخطيط في مؤسسة المصطفى(ص) ومعاون رئيس الجمهورية للشؤون العلمية الدكتور حسين أفشين حيث أكد فيها على أن القاعدة الأولى في قانون العلم هي المشاهدة ومن ثم الإدراك، واضاف أنه من طبيعة العلم من يرى أولاً يفتح الطريق للآخرين.
ولفت أفشين الى أن جائزة المصطفى(ص) ليست جائزة لحظية بل هي زاوية رؤية لتغيير العالم، موضحا أن الجائزة ليست لمقالة أو بحث ما وإنما تعطى للإنجاز الممميز في المجالات المختلفة، قائلا: "نكرم اليوم أشخاصا قد رفعوا علم العلم في العالم، ونحن اليوم نذكر أن هذا هو الطريق نحو الأمة الواحدة، وذلك من خلال أن يستطيع عالم هندي أن يفتتح مختبراً في ماليزيا وأن يشارك عالم إيراني بحثه مع نظرائه الأتراك، لقد قمتم أيها العلماء بتغيير المعادلة عبر إختراع شيء لم يكن موجوداً مسبقاً".
وشارك في مراسم تكريم العلماء الفائزين كلا من: رئيس أكاديمية العلوم، ورئيس جامعة صنعتي شريف، ورئيسة الجامعة الهاشمية الأردنية، ورئيس أكاديمية العلوم العالمية ورئيس جامعة صنعتي أمير كبير.
يذكر أنه في الدورة الحالية من جائزة المصطفى(ص) تمت دراسة طلبات 1688 عالما مقيما و2458 عالما غير مقيم في مجال العلوم الأساسية والهندسية. وكذلك في مجال العلوم والتكنولوجيا الحيوية والطب تم دراسة 290 عالما مقيما و280 عالما غير مقيم، وفي النهاية تم اختيار ثلاثة فائزين."
وكانت جائزة المصطفى(ص) قد بدأت عملها عام 2015، وتم تنظيم أول دورة لها في نفس العام، والآن مرت عشر سنوات على إطلاق هذه الجائزة. وحتى الآن، نال هذه الجائزة 22 عالما، منهم 20 رجلا وامرأتان، من دول مختلفة من ضمنها باكستان، إيران، تركيا، ماليزيا، سنغافورة، بنغلاديش، الهند، لبنان، والأردن.